انحدرت الشمس للمغيب فى ربوع جده فاكتست صحاريها بنسمه هواء ملطفه للبيداء فى شتاء لم تشهده المدينه من قبل وفى احدى البيوت كانت امل تعلن رفضها لاحد الشباب الذين تقموا للزواج بها.دون اهتمام ممن حولها ان يستوضحوا موقفها بل لعل بسمه لحقت على وجوه البعض فلقد خلى البيت الا من اربعه
الابوان واخ يوشك على الزواج بعد اسبوع وامل ذات التاسعه عشره ربيعا
وقد تلاحظ ان الفتاه اعتادت رفض الزواج لتظل فى خدمه ابويها الشيخان الطعنان فى السن واللذان يحتجان رعايه خاصه لاصابتهم بعدة امراض ورغم ان الزوجين الهرمين لديهم من الاولاد عشره سته شباب اخرهم سيتزوج بعد اسبوع ويسافر الى البحرين حيث يعمل واربعه بنات ثلاثه متزوجات فقد رحل الجميع الى عالمهم الخاص ويتفقدون ابيهم كزوار ولا يرحبون بزواج اختهم امل من اى فتى مما كانت ظروفه
وكانما اعتادت الفتاه ذلك وارتاحت اليه وهى ترى نظره الرضى من والديها فمكثت الى جوارهم ترفض كل متقدم . واستراح اخوتها لذلك فقد رفعت عنهم عبء الرفض او التحجج بل كانت الرياح تجرى لصالحهم فالاب والام فى امان دون ان يتكفل ابن او ابنه بالرعايه هى مجرد زيارات اطمانانيه او تفقديه قد تطول لتكون مره فى الاسبوع. ولا يستطيع احد ان يقول انهم غير بارين بوالديهم
فانهم يحملون الطعام وياتون بالحلوى ويداعبون الوالد ويتسامرون مع امل
بل ربما اشتروا لها الهدايا وما تبغى من كريمات وعطور ويرضونها ببعض الفساتين والعبايات ويعتبرون مطالبها اوامر
واعتاد امل الوضع الجديد بعد زواج اخيها الاخير وتوديعها له وارتباطها به ومضت بها سنوات ثلاث
واحست بنفسها تهرم مبكره دون ان تلتفت الى احوالها
الى ان سمعت بعض كلمات عن بر الوالدين فتوقفت عندها كيف يكون بر الابناء بوالديهم
انهجر الزواج من اجلهم
ان الرسول قال لمن لعتزل النساء ورغب فى الرهابنيه انه من رغب عن سنتى فليس منى
فلا رهبانيه فى الاسلام
ومن سنن الفطره النكاح فان رسولنا ليباهى الامم بذريته ومحال ان يكلف الله نفسا الا وسعها
والا فان كانت امل تبغى رهبانيه من اجل والديها فما تفعل ان تقدم بها العمر وخطن السنوات بها الى المشيب ورحل الوالدين ووجدت نفسها فى خريف عمرها وحيده
هل سيقوم ابناء اخوتها برعايتها بعد ان خبن الاخوة عن رعايه الوالدين معها
ان الرجل طاف بالكعبه يحمل امه فما اوفاها حقهاورجل اخر اعطى الفاكهه لزوجته دون لمه فلم يقوى على ترديد الشهاده وجمع له الحطب لاحراقه لولا ان سامحته امه
لكن لم نسمع عن تضحيه ابنه ورفضها الزواج ومن سنه النكاح من اجل والديها
ان شرط الزواج هو ارتضاء الدين وقد رايت فتاه امها مريضه وليس لها من الابناء الا ابنه اخرى متزوجه
حينما ارادت العفاف تزوجت من شاب والده مشلول فجمع بينهما الله فتوافقت قلوبهما وعاش الاربعه سويا
الى ان اتى قضاء الله
ان رحمه الله ستدرك امل والا من يخبرنى اذا حمى القضاء ورحل الوالدين وتصارع الاخوة لبيع البيت المأوى السابق للاسره
فكيف تقاوم سلوك الاخوة يومها
اتشرد فى خريف عمرها
لا
لاياامل افيقى انكى لا ترتكبين محرما لن للانسان مطالب غير الطعام والشراب
ان دفء الاسره لا يقاوم
طله ابنك بعيناكى تنسيكى هموم دنياكى بسمه طفلتك تمد رباط محبتك
اما وحدتك فانها تقصر عمرك وتهبط بالتجاعيد المبكره لوجهك
انكى تفقدين الحياه مهما خدعتى نفسك بخلاف ذلك ومهما عوضكى اخوتك فان لقاء زوجك بكى يرفع من معنويات انوثتك ويسبح بكى الى غض بصرك ولهفه جسدك
عودى الى الحق فانه احق ان يتبع
لقد خلق الله الناس وتكفل بهم ودعى الرسول الى عدم الرهبانيه
ثم لو اقتضى الامر رعايه الوالدين فيمكن ان تتزوجى معهم فما يدريكى عدم موافقه الزوج بذلك
او يمكن ان يبيت كل اخ واخت عند والديه ثلاثه ايام فى الشهر
ولا تقولى ان ابويكى اعتاد سلوكك
فانهم فى النهايه ابنائهم
ورحم الله ابن ادرك ابويه فى الكبر فلم يدخلاه الجنه
ان الحياه ستمضى سريعا لكنها فى وحدتنا ما ابطئها
انعمى بالحياه وادرعى ان سلوكك ليس معيبا او شائنا
لن نقول لوالدينا اف ولا سننهرهما بل سنخفض لهما جناح الرحمه ونتكافل جميعا من اجلهما
عودى الى الحياه وانظرى فى المراه فانى اراكى بعد جميله
فهل تقبليننى زوجا
