من الی?ودیة إلى الإسلام
أكتب الیوم قصة إسلامي و أنا صدقا لا
اعرف من أين أبدأ، و أجد صعوبة في
التعبیر عن ما يدور بداخلي...
أختكم في الله، من جنسیة
إسرائیلیة و أبوين ي?وديین...
تربیت في عائلة فی?ا ٦ أطفال، ٣ أخوة و
أختین، كنا عائلة مترابطة و متحابة، لم
يكون لدين لی?ودية وجود في حیاتنا إلا
في الأعیاد المقدسة، عندما يأتي جدي و
جدتي لزيارتنا.
عشت طفولة عادية بین المدرسة و
الأ?ل و الأصدقاء، لغاية سن الثالثة
عشر...حیث بلغني خبر إسلامي إخوتي
الثلاثة...غیّر فیا ?ذا الخبر الكثیر رغم صغر
سني، و بدأت التساؤلات تدور في
خاطري: لماذا الإسلام و لیست الی?ودية؟
ما ?ذا الدين؟...
بعد إسلام إخوتي بدأت أرى التغیر في
حیات?م، سعداء، مطمئنین، يعیشون
الحیاة بإيمان مع التمسك بمبادئ...
كنت أؤمن بالإله الموجود في التوراة، و
أيضا ?ذا دين آبائي و أجدادي...و لكن
لماذا لم نكن نطبق ?ذا في حیاتنا؟؟
في أحد الأيام أخذت كتابا من المكتبة و
بدأت أقرأ عن الصلاة في التوراة، قرأت و
قرأت و لكني لم أف?م شیئا، ثم أخذت
كتابا آخر و أيضا لم يكن واضحا و لم أف?م
منه شیئا...و في ?ذا الوقت كان أخي
يضع القرآن في غرفته، ظننت?ا موسیقى،
صعدت لأطلب منه خفض الصوت، و عندما
اقتربت عرفت أن?ا لیست موسیقى،
جلست وراء الباب أستمع ل?ذا الصوت
الحسن، لم أجرؤ على الدخول، و لا
سؤاله ما ?ذا...جلست أسمع و أسمع،
لم أكن أف?م الكلمات، و لكني كنت أشعر
بشعور غريب يلامس قلبي...
كان عندي العديد من التساؤلات بداخلي،
و لم أتجرأ على سؤال إخوتي، رغم أني
أعرف أن?م كانوا سیجیبون بصدر رحب، و
أيضا لم يكن لدي أصدقاء مسلمون
لأسأل?م...و لكني الآن أعرف أنه
الشیطان من منعني من السؤال...
و جاء الصیف، و سافرت مع والدي إلى
مصر لقضاء الإجازة، و كان ?ناك محل لبیع
ال?دايا و التحف، و لاحظت أنه يبیع كتبا،
فدخلت و سألته عن المصاحف، كنت أود
أن أشتري?م ?دية لإخوتي، لأبین ل?م
أني أريد أن أكون مع?م على ?ذا
الطريق...
البائع كان فرنسیا مسلما، و ظن أني
مسلمة عندما سألت عن المصاحف،
فقال لي:"ما شاء الله أختي في
الإسلام، لقد أحسنت الاختیار"
ساعت?ا لم أنتبه لما قال، سمعت فقط:
"أختي في الإسلام"
في ?ذه اللحظة شعرت أنّ قلبي مريض،
?ذه الجملة التي قد تكون عادية بالنسبة
للكثیرين، و لكن?ا كانت سكینا طعنني
في قلبي...
أخذت الكتب الثلاثة لإخوتي، و رجعت
للفندق، و بدأت أعد الحقائب للرجوع إلى
بلدي، و بینما أنا كذلك، إذ وجدت ٤
مصاحف، و كنت قد اشتريت ٣ فقط، و
كان الوقت قد تأخر و لم يبق الكثیر على
موعد الطائرة، و لكن المحل كان قريبا من
الفندق، فأخذت المصحف الزائد، و
أسرعت نحو المحل أعیده، و شرحت له
، انه أخطأ و أعطاني ٤ مصاحف بدل ٣
فقال لي: لا لم أخطأ، بل المصحف الرابع
لك.
تعجبت من ذلك، و قلت له: و لكني لست
مسلمة.
فقال لي: أعلم، و لكنه ?دية لك...
فبدأت أسأله عن الإسلام، و عن الله، و
عن الفرق بین الإسلام و الديانات
الأخرى...جلست ?ناك أستمع و أستمع
ولا أنطق بكلمة...أحسست براحة
نفسیة كبیرة جدا...
و لكني تأخرت عن موعد سفري، فكنت
مضطرة في للذ?اب...انصرفت و قلبي
مليء حسرة و ألما، أنني لن أجد من
يكلمني ثانیة عن الله، خالقي و مولاي...
و انت?ت الإجازة و عدت إلى
المنزل...وجدت إخوتي يتواعدون على
اللقاء في المسجد...حرك ?ذا شیئا
بداخلي...
ترددت في إعطائ?م ?دايا?م
"المصاحف"، و لكن أمي قالت لي
أمام?م:" ألن تعطی?م ?دايا?م؟"
فذ?بت لإحضار?م، و أنا أشعر بالخوف و
الخجل...و فجأة شعرت بغضب شديد،
فقلت بصوت عال: "لما لا تحدثونني عن
الله؟ عن الإسلام؟"
نحو قلوب تنبض بحب الله .. نحو صحبة فى زمن الغربة .. نحو شخصیة مسلمة
رسالة من القلب .. مجلة اسلامیة تابعة لموقع من?ج الاسلامي
٣٢
و انطلقت إلى غرفتي، و أغلقت على
نفسي الباب، و بكیت و بكیت، بكیت
بشدة: ?ل أنا إنسانة سیئة؟ لماذا
إخوتي مسلمون و أنا لا؟
طلبت من الله أن يساعدني و يدلني
على الطريق...في الغد جائني أخي، و
بدأ يحدثني عن الله، بكل بساطة عن
خالقي...احتضنني بقوة و قرأ لي بعض
السور، و حدثني عن النبي محمد صلى
الله علیه و سلم...كنت أشعر بسعادة
عارمة تجتاحني...
و بدأ يوما بعد يوم يحدثني أكثر فأكثر عن
الإسلام، و يجیب على أسئلتي، و
التقیت بفضل الله مع أخوات فضلیات كنّ
يساعدنني و يجبن على كل تساؤلاتي...
و جاء الیوم الذي
أعلنت فیه و لله الحمد و
المنة إسلامي، و نطقت الش?ادتین في
حضور إخوتي الثلاثة...
عندما أتذكر?ا الآن أقول، كیف أخذت كل
?ذا الوقت، و كیف تراخیت، و كیف كنت
غافلة عن خالقي و مولاي...كیف عشت
بعیدة عن عبادة الله سبحانه و تعالى...
الآن لا يمر يوم دون أن أشكر الله عز و جل
على ?ذه النعمة العظیمة، أن زرع في
قلبي حبه و عبادته...
و أصبحت عونا لإخوتي و بدأنا في
السعي و العمل لإسلام كل أفراد عائلتنا،
فأسلمت و الحمد لله أختي الاثنتین، و لم
يبق إلا والدي، و أنا على يقین في الله عز
و جل أن?م سیسلمون في القريب
العاجل.
