طارق رد على لو سمحت
طب خلينا نمشى الاول من هنا
وبدا الشارع طويل والخطوات بطيئه وشمس صامته تنتظر رد طارق عليها
انا عارف يا شمس ان الف يتمنى رضاكى وربنا يوفقك فى اختيارك وتنولى الى فى بالك ويقدر يحافظ عليكى..
طارق من فضلك متتهربشى منى ..خليك واضح ان مش بحب اللف والدوران .انت فاهم انا اقصد ايه
شمس انتى مش فاهمه حاجه ولسه عواطفك مذبذبه ادى الاول لنفسك فرصه تفكرى وتقدرى وتحكمى بلاش شغل عواطف واتخاذ قرار مستعجل انتى نفسك متعرفيش عنى حاجه
لا اعرف انك شاب متدين متعلم..تتنمناه اى بنت
وضحك ضحكه عاليه..اى بنت..على ايه بقا..دا يادوب اللى بخده من المعصر بيكفى نفقاتى وادينى عايش
اوعدك كل ده هيتغير
انا خلاصت جهزت اوراقى يا شمسوهسافر
ووقع كلامه على مسمعها عصاقه اصابتها فى مقتل فنظرت اليه واجله وردت وحلقها يرتجف من الداخل: حتسافر السعوديه ولا الكويت
تصدقى لو حبيت اسافر واحده من الاتنين دول معنديش حتى تمن التذكرة
هتسافر ازاى
انا هسافر من البلد خالص مهاجر كندا
معقول ودول وافقوا بيك ازاى
يعنى ايه ازاى مش فاهم قصدك
دول اما بيخدوا لاجئين ومضهدين سياسين ..وكتير من النصارى بيهاجروا بدعوى الاضهااد الدينى
لا فى نوع تالت بيخدوا
زى مين
العلماء واصحاب البحث العلمى
تقصد انك
الحمد لله قدرت اكتشف طريقه لفصل الماء العذب من الماء المالح بجودة وتكلفه اقل
طب ما بلدك اولى بيك
تفتكرى حد بيسمع او بيقدم يد المساعدة لعالم ..احنا نصرف على الرقاصين والمطبلاطيه ومصانع الشيبسى والزبادى والكراتيه.ولحد هنا ونقف محدش مستعد يرمى فلوسه فى مشاريع او ابحاث طويله الاجل
ورجعت من حديثها وكأنما تذكرت امرا بس برضه بلاش تسيبنا حارب هنا
ربنا امرنا لما تضيق السبل بينا ان نمشى فى مناكبها مش نقف محلك سر
طارق بلاش ارجوك
يلا يا شمس محدش عارف بكره مخبى لينا ايه
واحست بانها تنحدر من فوق قمه الجبل وان احلامها وامانيها تتهاوى امامها فمدت يدها علها تجد طوق النجاه يقذف اليها..الا ان دمعتها انحدرت على خدودها وازاحت معها خوفا جعلها تفقد توازنها وهىى تسير معه..وقبل ان تلمس الارض وتعانقها كانت يده اسرع اليها فاحاطها بساعده...ليحس لاول مرة فى ملامسته لها انهازاب الجليد من قلبه وان عواطف مكبوته داخله تكاد ان تعلن عن نفسها...فخطا بها الى اقرب محل واجلسها على مقعد واقترب منها هامسا : شمس
......................................
فى السعوديه فى مدينه جدة كانت هناك مقابله اخرى تجرى بين الشيخ صالح وعم صابر
ايش اخبارك يا عم صا بر..ما فى جديد بدى اطمئن
مش عارف اقولك ايه
بدى اسمع اخبار زين ..ما بنام الليل وبحس بدنو اجلى
والله حاولت اوصل ليه وسبت ليه خبر
ما برتاح من حكيك يا عم صابر ..تقدر انت تتدخل المستشفى وتشوف حالك وانا بنزل مصر ..ما برتاح الحين
ورن الشيخ صالح على جرس ليدخل سكرتيرة الخاص
احجزلى تذكرة فى الغد على مصر..وادخل عم صابر للحجرةالمحجوزة باسمه بدى اراه كالرهوان عن قريب
امرك يا سيدى
وفى قصر الحاج صالح جلس الشيخ على كرسيه النفيس ينظر اليه ويحدق فى تناسقه وجماله ونقوشه البارزة: ثم صاح بصوت واهن: ما اغنى عنك مالك يا صالح..اليوم عمل وجمع مال وغد حساب وعقاب..اين المفر منك يا رب
واقتربت منه زوجته: فيه يا يا شيخ ..ليش مهموم وانت ما قصرت فى يوم مع حدن
الحمل ثقيل ما ابغيه..بدى لو اخرج من ثيابى ويحين يومى وما فى دين على
ابشر ربك ما بيغفل ولا ينام
اها ما احلى كلامك الطيب..ما تحرمينى من دعائك
ربى عنك راضى امضى يا شيخ فانك على الحق
يتبع