بقلم محمود بكرى رئيس تحرير صحيفة الأسبوع المصرية
*******************************************
لماذا نندهش؟!
فتح تكرار حادث التحرش الجنسي الجماعي الذي وقع ثاني أيام عيد الفطر
المبارك بشارع جامعة الدول العربية بالمهندسين ملف الانحراف الذي تشهده
بعض شوارع العاصمة في مناسبات بعينها.. وكلنا يذكر بأسي تلك الحادثة
الشهيرة التي جرت في وسط العاصمة في العام قبل الماضي حين قامت الدنيا
ولم تقعد بعد ما حدث أمام سينما مترو ليلة عرض فيلم 'عليا الطرب
بالتلاتة' حين وقفت الراقصة 'دينا' تتمايل عند مدخل السينما ومعها
المطرب 'سعد الصغير' الأمر الذي أثار مئات المراهقين الذين اندفعوا
في عملية تحرش جماعي لم تندمل آثارها حتي الآن.. ولأن الحدث الأسبق
مرٌ بلا حساب أو مساءلة او وقفة.. فقد كان من الطبيعي أن يتكرر في
مناسبة مشابهة ثاني ليالي عيد الفطر.. وفي منطقة أخري حين تجمع أكثر من
مائة شاب تتراوح اعمارهم بين 14 و 22 عاما واندفعوا نحو ثلاث
فتيات كن يعبرن الشارع بعد أن صاح أحدهم قائلا: 'وليمة' بصوت عالي..
فاندفع الجميع نحو 'الوليمة'.. ليفعلوا فيهن ما استطاعوا قبل أن
يتدخل أصحاب بعض المحلات وينقذوهن من بين أيديهم وهم يتلمظون كالذئاب
المفترسة لالتهام ضحاياهم.
والمثير أن البعض يندهش من تكرار مثل هذه الحوادث.. ولا ندري لما
الدهشة وشوارعنا وأولادنا يعانون ضعف الوازع الديني، وانهيار منظومة
الأخلاق.. فالأسرة تقف عاجزة امام أبنائها.. والمؤسسات الدينية
والتعليمية فشلت في معالجة الخلل.. وتحول الكثير من المدارس إلي بؤر
للشللية وتجميع أصدقاء السوء.
لماذا نندهش بعد أن أصبح مجتمعنا يقلد الغرب في كل شيء.. في إظهار
مفاتن الانثي ونشر العري والتقاليد الغريبة عن سلوكياتنا وتغذية عوامل
الاثارة في المجتمع؟
لماذا نندهش وقد تحولت بعض الفضائيات العربية، وبما تبثه من فيديوهات
كليب مثيرة تحتوي مشاهد عري تتجاوز كل الحدود.
لماذا نندهش ونحن لا نطبق العقوبة المناسبة بحق من يتحرش بالفتيات..
لنصنع منه نموذجا ومثلا في مواجهة الاخطاء والانحرافات؟
لماذا نندهش ونحن نحارب الدين في كل المؤسسات، ونمنع الفضيلة عن الوصول
للشباب.. ونملأ أدمغتهم بالعبارات المثيرة والألفاظ المستحدثة.
أمر طبيعي أن يتدفق هذا السيل من الوقائع الشاذة في مجتمع يعاني
الحاجة، وتقيده ظروف اقتصادية صعبة وأوضاع اجتماعية متأزمة.. وغياب
لروح الفكر والتخطيط لاحتواء الشباب وأزماتهم المتداعية.. فلماذا نندهش؟
ورد ببريدى الالكترونى ورايت نقله كما هو