محاذير في الدعاء

محاذير في الدعاء








الدعاء وما أدراك ما الدعاء قيل عنه هو مخ العبادة
وقيل عنه هو سلاح

المؤمن ومن لم يدع الله ليل نهار فلقد فاته الخير
العظيم ,

يقول
الله عزوجل :



{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ
}



والله لا يخلف وعده سبحانه وتعالى عما يصفون , والله
لا ينهر السائلين

وحاشاه وهو القائل :



{ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ
}

ولن
نصل إلى الحياة الأبدية عنده سبحانه وتعالى إلا برحمة منه
وبدعائنا

الذي دعيناه في الدنيا ونحن في نعمة الإمهال , لن
أتكلم في هذا المقال

عن
آداب الدعاء وأوقات الإستجابة والأسباب التي تساعد في سرعة


الإستجابة , فقد تكلم في هذا الموضوع الكثير من
العلماء وطلبتهم ,

فجزاهم الله عنا خيرا الجزاء ويمكن للمريد أن يطلع
عليها من خلال البحث

في
الإنترنت بكل سهولة ,وما سأتكلم عنه هنا هو محاذير في الدعاء ,


وقبل أن يتهجم علي من القراء ويقول لا يوجد محاذير
للدعاء ,

لذا سوف أبدأ بالآيات القرانية والأحاديث النبوية
التي تدعم القضية

التي
سأناقشها اليوم , وقبل ذلك أقول كما أن سلاح المؤمن الدعاء


وهو الطريق للوصول إلى ما نتمناه في الدنيا والآخرة ,
أقول ومن السلاح

ما قتل
صاحبه



يقول الله عزوجل
:



{
وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ
الْإِنْسَانُ عَجُولًا }

سورة الإسراء



ويقول :



{ وَلَوْ
يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ
بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ
}

[يونس:
11]



ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم
:



( لا
تدعوا على أنفسكم ولا على أموالكم

أن توافقوا من الله ساعة إجابة يستجيب فيها
)



عن أنس رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
:



( لا يتمنين أحدكم الموت لضرر أصابه. فإن كان لا بد
فاعلاً،

فليقل:
اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي،


وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي )

متفق عليه.



وفي صحيح مسلم من حديث عن أنس:




( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عَادَ رجلا من
المسلمين

قد خَفَتْ فَصَارَ مثل الفَرْخ
،

فقال
له رسول الله : هل كنت تدعو بشيء ، أو تسأله إياه
؟

قال :
نعم ، كنت أقول : اللهم ما كنت مُعَاقِبي به في الآخرة فَعَجِّله
لي

في
الدنيا ،

فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : سبحان الله ! لا تطيقه
–

أوْ لا
تستطيعه –

أفلا
قُلْتَ : اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب
النار .

قال : فَدَعَا الله له فَشَفَـاه
)



أخي المسلم أنت لا تعلم وَجْه الخير على حقيقته ،
فحاول أن تدع الأمر

لربك
عز وجل في الدعاء، وأنوي بالدعاء أيضا العبودية لله
,

لذا
كان أفضل الدعاء هو ما ذكر في القرآن الكريم والسنة النبوية ,


فالله هو أرحم الراحمين بنا والرسول صلى الله عليه
وسلم كان محبا لأمته

وكان يريد لنا الخير كله , لذا كان من الضروري التقيد بتلك
الأدعية


فهي التي أوحى الله بها لنا في كتابه وفي سنة نبيه
فما أتاك ممن يحبك

ويرحمك كان لك فيه الخير العظيم الذي لا يعادله أي
دعاء .



أمثلة من واقع الحياة



لقد
دعوت الله في يوم من الأيام لأمر كنت أرغبه بشدة وكان الدعاء
لساعات

متواصلة , فأستجاب الله لي دعائي , ولكن كان هذا
الأمر وبالا علي لسنين

عديدة ولكني أسال الله أن يكون ذلك كفارة لذنوبي ,


ولو أحسنت في الدعاء لقلت لو كان خيرا فيسره لي ولو
كان شرا

فأبعده عني ( لكان خيرا لي )



كان لدي صديق عزيز يريد أن يشفيه الله من مرض ألم به
وكان علاجه

بإجراء
عملية له ونسبة نجاحها كبير , وهو خائف منها
,

فكان
يدع الله بقوله اللهم لا تجعل شفائي بهذه العملية , فقال له الأطباء


من المحتم أن تجري العملية وإلا ستموت خلال أسابيع
وما كان منه

إلا أن أجرى العملية فمات في العملية بصورة غير
متوقعه .



كان لي صديق يحب إبنة اخيه الطفلة وكان والديها
مفصولان ,

ففي ذات يوم خرجت من منزل أمها ويسيل الدم منها لجرح
بسيط ,

فما
كان من صديقي إلا أن قال اللهم إجعل الدماء تسير سيرا في منزلهم


وكان دعائه بحرقة في قلبه ,

وما هي
إلا أيام وسال الدم سيلا في بيت والدتها بحادث قتل شنيع .



ولكم سمعنا بدعاء الآباء على أبنائهم وإستجابة الله
ثم ما أن ندموا على ذلك

ونحن هنا لا نقول أن لا ترتجل في الدعاء بل نقول تخير
ما تقول وفكر فيه ,

ولا تدع أثناء الغضب أو الحزن أو القهر أو غيره ,


وبما أن الله عزوجل هو أرحم الناس بنا وكان الرسول
أتقانا وأعلمنا بالله

عزوجل
وأعلم الناس بالخير والشر كما أشرت سابقا لذا كان التقيد


بالأدعية الواردة هو أفضل ما يدع به المسلم
.









قصة يوسف عليه السلام



لقد قال نبي الله يوسف عليه السلام
:



{ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي
إِلَيْهِ }

( فسجن
)



قصة نوح عليه السلام



قال :



{ رَبِّ
لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا
}

( وبعد تحقق الطوفان كان أول الغرقى هو إبنه ولقد
تضرع الله لنجاته

ولكن الله نهاه )



وأوصيكم إخواني التخير من ما تريدونه في الدعاء من
القرآن ومن السنة


النبوية وخصوصا ما كان يركز عليه رسولنا صلى الله
عليه وسلم

وما أوصى به أحبائه .

كوصيته لفاطمة وأبوبكر الصديق وكان أكثر دعائه لنفسه




{ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ...
}



وما كان في دنيتي أعظم من دعاء صلاة الإستخارة وإن
كان ما حصل لك بعدها

هو شر
ظاهر فأعلم علم اليقين أنه هو الخير المحض لك فالله لا يرد


من إستخاره وحاشاه

اللهم اغفر لي زلتي إن زللت

إنتهى