{مدينة صندوق العجائب}

مدينة صندوق العجائب

في يوم من الأيام ، دخل والد الطفل شريف على ابنه بهدية جميلة ... صندوق صغير لكنه عجيب .. كل ما فيه صغير .. بوابات صغيرة ، وشوارع صغيرة ، وبيوت صغيرة ، تَحفّها أشجار وورود صغيرة ، وكلها من اللون الذهبي والفضي ..
- يااااه ! إنها مدينة بأكملها ! ولكنها مدينة صغيرة ! شكراً يا أبي .
وما أن لمس الأب النافورة الذهبية التي كانت بوسط المدينة الصغيرة حتى انبعثت موسيقى رقيقة من داخل الصندوق العجيب .. وفي تلك اللحظة ، رأى شريف قطعة صغيرة على شكل الشمس الذهبية تشرق من خلف الأشجار لتزين سقف الصندوق الذي يمثل السماء ببريق متلألئ كالمرآة ... ثم تحركت هذه الشمس لتختفي خلف أحد التلال الصغيرة ، فأظلمت الدنيا ، لكنها سرعان ما أضيئت ثانية بضوء قمر فضي صغير ونجمة ماسية صغيرة ، فأضيئت كل النوافذ الصغيرة ..
تعجّب شريف من الهدية ..
- أريد زيارة هذه المدينة الصغيرة ! تُرى من هم سكانها ؟
- سكانها الأجراس الصغيرة ! قالها والده ..
وفي تلك اللحظة ظهرت أمام شريف أسراب من الأجراس الصغيرة والتروس الصغيرة .. إنهم جميعاً سكان مدينة صندوق العجائب .
وترك الأب شريف مع الهدية قائلاً له :
- انظر للصندوق من بعيد يا شريف ! ولا تلمس النافورة الذهبية الصغيرة ، ففيها سر المدينة كلها !
وجلس شريف وحيداً ، يراقب صندوق مدينة العجائب
- ترى كيف تتحرك كل هذه الأشياء العجيبة؟ وكيف تصدر موسيقى وأصوتاً ؟
وفجأة .. ساد صمت رهيب ،وفُتح باب صغير أسفل صندوق مدينة العجائب ، وسمع شريف صوت يشبه الرنين :
- أهلاً بك ! تررن تررن ! في مدينتنا ! تررن تررن !
والغريب أن شريف وجد نفسه رغم طوله يدخل إلى الصندوق من الباب الصغير ، كما رأى جرساً صغيراً يكلمه :
- اسمي " ترررن ترررن " وسأصحبك في رحلة داخل صندوق مدينة العجائب !
- غريبة !! كيف استطعتُ أن أدخل عبر هذا الباب الصغير ؟
واخترق شريف ومعه صديقه الجرس " ترررن ترررن " الشوارع الصغيرة لمدينة العجائب .
- لا تتعجب يا شريف ! فكل الأشياء تبدو صغيرة وهي بعيدة ، ولكن كلما اقتربنا منها ازداد حجمها !
سار شريف وصديقه في شارع صغير مرصوف بالصدف الأبيض ، أما السماء فكانت من الفيروز الأزرق الصافي ، والمنازل على الجانبين مصنوعة من الصلب اللامع .
ووجد شريف نفسه وسط حلقة من الأجراس اللطيفة التي ترحب به :
- تررن تررن ! أهلاً بك ! تررن تررن !
- مدينتكم رائعة فعلاً !
فقالت الأجراس بأسف :
- أبداً يا شريف ! إنها مصنوعة من المعدن الذهبي والفضي ، ولكنها ممًلة ، فليس لدينا وسائل ترفيه ولا كتب ، ولا صور ملوًنة ! كل ما نفعله هو اللعب والرنين !! ترررررن ترررن !!
- صحيح يا أجراس ! فأنا أستمتع باللعب بعد المذاكرة ، وبالراحة بعد العناء ، وبالأجازة بعد الدراسة !
واستمر شريف في رحلته مع الجرس " ترررن ترررن " لزيارة معالم المدينة .. وفجأة وقف " ترررن ترررن " وقال :
- أخ ! لن أستطيع أن أمر من هذا الشارع ! فهنا تسكن عائلة الشواكيش ! فهي دائماً تنقر بشدة فوق أجسامنا حتى يزداد رنيننا !
ودخل شريف إلى منزل الشاكوش الأكبر ، فوجده مستلقياً على أريكة مربعة وحوله الخدم والحشم من المسامير المختلفة الأحجام والألوان ..
- يا أستاذ شاكوش ! لماذا تظلم الأجراس الصغيرة وتدقها بلا رحمة ؟
- لست أنا ! ولكنها الشواكيش الصغيرة يا ولدي ! فأنا أتركها تفعل ما تشاء !!
فقال شريف لنفسه :
- الآن عرفت ميزة مراقبة أبي لي ! إنه بالطبع ينصحني عندما أرتكب أي خطأ !
وخرج شريف ل " ترررن ترررن " واستكملا الرحلة ، حتى قابلا النافورة الذهبية .. ملكة المدينة .. وشكى لها شريف أفعال الشواكيش مع الأجراس الصغيرة .. فقالت له النافورة :
- أتعرف يا صديقي الصغير أنه لو توقفت يدي هذه عن الحركة ، ستتوقف التروس التي تحرك الشواكيش التي تضرب على أجسام الأجراس الصغيرة وتتوقف بالتالي عن إصدار أصوات الرنين !
فأمسك شريف يد النافورة الذهبية الصغيرة حتى لا تتحرك ناسياً نصيحة أبيه :
- لا تلمس يد النافورة الذهبية الصغيرة .. ففيها سر المدينة كلها ! ... وتوقف كل شئ ..
توقفت التروس التي تدير الشواكيش التي كانت تنقر بدورها على أجسام الأجراس الصغيرة .. ثم توقفت الموسيقى المنبعثة من مدينة صندوق العجائب .
ووجد شريف نفسه جالساً أمام صندوق العجائب ، وفرك عينيه وهو يسأل نفسه نفس السؤال الذي كان قد سأله لنفسه منذ لحظات :
- تُرى كيف تتحرك هذه الأشياء الصغيرة ؟ وكيف تصدر موسيقى وأصواتاً ؟
وحكى شريف الحلم لوالده ... حلم رحلته الممتعة إلى مدينة صندوق العجائب ..

حلوة اوى تسلمى هدهد
في انتظار حواتيتك المسلية

اقتباس :: حواتيتك

هههههههههههه
شكلك عاوزة بدلية كدة

ماشى ماشى هعديها المرة ادى

» تحميل حلقات مسلسل اليس في بلاد العجائب
» صور مدينة الحب الفرنسية
» مدينة تحتها الانهار
» مدينة راس البر عروس المصايف
» تراجع زوار مدينة البترا الشهر الماضي بنسبة 34 %