مضت الايام الاوائل على مدحت صعبه يحس خلالها بمن يحمله ثم يعود ليقذف به تزداد الامه فيريد الصراخ فما تقوى الكلمات ان تخرج من فمه .حتى انه ليعانى تأثير الجبس ويبغى ان يحك جلده بأظافره فيصعب الامر عليه الا انها وجد تلك الملاك تلاطفه وتتودد اليه فى انسانيه لما يعهدها منذ نعومه اظافره فكان ينتظر ورديتها فى رغبه شديده.تأتيه فى الصباح تحمل بسمه مشرقه بحس بعزوبتها وهى تقترب منه وتشير الىالترمجيه لتاتى لمساعدتها فى تحريكه وقد تستعين باخرين لنقاه الى الحمام لتأديه واجبه اليومى.الى ان بدا بعد عشره ايام يساعيد توازنه يسترد عافيته وبدا بقادر على التقلب فى فراشهاو الاستناد الى العصى والقفز بقدمه السليمه على الارض.
واسنيقظ فى صباح يوم على صوت امين شرطه يطر الباب ويفتحه دون استئذان وجلس قبالته معه رجلا لا يعرفه.
وقبل ان يتكلم دخلت ملاك الرحمه
ايوة فيه ايه
ابدا عايزين نقفل المحضر
ده مش وقته لسه المريض ميقدرش يتكلم
اوكيه بص انا شايفه بيتحرك يعنى واعى لنفسه
مش قوى
خلاص انا اشرحه الوضع دلوقتى
وضع ايه لما يخف ويقدر ينكلم ديه تعليمات الدكتور
احنا عايزين ننقذ الراجل الغلبان ده
مش فاهمه
وكان مدحت ينظر اليهم وقد بدا يدرك الامر لكنه لايعرف بما يجيب ولا يقوى على ذلك فقد رضى بحاله وراى ان سكوته يعطيه الميزة الاكبر خصوصا انه لايقدر الا ان يستخدم لغه الاشاره
واتاه صوت امين الشرطه استاذ مدحت لازم تفكر كويس الراجل ده حيسجن لو انت مساعدتهوش
يابنى انا مستعد اتكفل بكل نفقات علاجك وادفعلك ثمن السياره بس تتنازل عن المحضر
واضاف الامين المحضر انا جايبه عشان اخد اقوالك واحنا رضينا زوجه المتوفى خدت تعويض واتنازلت عن القضيه مفضلش غيرك. ونت عارف ان الحمد لله انك خرجت سليم ولو فضل الامر فى المحاكم صاحب السياره بيسجن وانت مش بتاخد حاجه
وتكلمت الممرضه الكلام ده مش وقته
يا بنتى انا زى ابوكى افهمينى السياره مكنتش راكبها اصلا
ده ابنى ومقدرش اخليه يسجن ولو قلت انى انا
ترضى انى اسجن
ابنك يأخد جزائه ده كان سكران
ووترضى ندبهدل
وسكتت الممرضه احست بتدخلها فيما لايعنيها
انا بعرض عليك 150 الف فكر قبل ما حد يجيلك تانى
وخرج الاثنان
وبقيت الممرضه مع مدحت ونظرت اليه والتقت العيون فهربت بعيناها منه
تعرف انا عارف ان امين الشرطه ده واكل من الراجل ومفبرك المحضر .كمان لو الموضوع راح المحاكم بيطول وانت مش حتستفيد حاجه من سجنهم فكر بعقلك
الراجل قالى وهو خارج انه حيجى بعد بكرة
على فكره قالى انه حيدينى فلوس لو اقتعتك
بس والله انا بقولك كده لمصلحتك وانت حر
ثم هرولت من الحجره مسرعه
وانتابت مدحت الحيره وافاق من شرود فكره انه معرض هو الاخر للسجن
واغمض عيناه واستيقظ ليجد الممرضه تدخل شاحبه الوجه تعطيه الدواء وتسند ظهره لتناوله طعامه فى صمت لم يعهده متها وتظر اتجاها يستعطفها ان تتكلم
وحرك فمه بعيدا عن الطعام
لازم تاكل احنا مصدقنا انك بتستجيب
ووضعت الطعام فى فمه ونظر اليها
انا مش عارفه اقولك ايه بس بجد انا صح محتاجه القلوس قوى
وسكتت
ثم اكملت انت مش عارف بابا قعيد الفراش وامىمش عيزاها تتبهدل واخواتى فى التعليم وصغيرين
جايز انا وافقت انى اسعدك فى الاول عشان اخد قرشين
بس والله انا مش كده انا متربيه كويس رغم فقرنا
ونظرت اليه وفتح فمه احس بكلمات نمساب من داخله اليها وقبل ان يخرج الحرف الاول طرق الباب من جدبد
ودخل رجلا يعرفه لقدر راه من قبل
واغمض عيناه وماتت الاحرف من فوق شفتيه
وصاح الرجل السلام عليكم
وتحرك لسانه وقبل ان ينطق
اسرعت الممرضه عليكم السلام ده لسه متكلمش بس ممكن بعد يومين تلاته الدكتور شايف حلته بتتحسن
يارب
استاذ مدحت الاتسه سهام بتتعب معاك قوى وانا وعدتها انك حتشوفها بقرشين
واحست سهام باحراج شديد فاطرقت عينها وانسحبت من الحجره
وجلس الرجل
وتظر مدحت اليه
من يكون الرجل
انه يراه لثانى مره
يتبع