اقام مدحت فى بيت سهام بعد ان استطاع ان يخدع كل من حوله بما فيهم البنك فقدم استقالته وغير من توقيعه واستكانت له الحياة وهو يرى اسره مترابطه تعانى شظف العيش الا انها تتمتع بروح المحبه والوئام يسودها كثير من الحب الذى فقده سنوات زواجه بل لا يبالغ انه ما احس بهذا الترابط بينه وبين اخته واخيه فالكل انشغل بحاله بعد وفاه الاب والام ولم يستطع ان يلجأ لاخيه فى ازمته مع زوجته احسان.فاصبح امام اسطوه عائلتها فى مهب الرياح وما كان بذو شكيمه لمواجهتهم .فكم كانت سعادته وهو يخلع رداء الماضى ويتحلى بردائه الجديد .بل ما اسعده وهو يرى نجاح مساعيه والحياه تبتسم من حوله.وحظى برعايه اسره بسيطه يرى الحب فى عيونهم فيفرحون بما يقدمه اليهم من بعض الجنيهات مهما قلت. وقرر الابتعاد عن كل ما يحيط بماضى مدحت الاصلى مع السعى الدؤب لمعرفه كل شىء عنه
فكم يخشى ان يستيقظ المارد يوما من قمقمه فيسعى فى اثره .وبدأ يسترد صحته وتنتعش عافيته والكل من حوله يترقبون خطواته بينما تفكيره منشغل عما حوله
واخيراحانت لحظهمغادرته لمنزل سهام وتلاقت الاعن فى وداع يشوبه الصمت ومد يده اليها سهام
نعم مدحت
مش عارف ازاى اشكرك انتى قدمتيلى جميل كبير انتى واخواتك
احنا مقدمناش حاجه بالعكس اخوكى صابر رغمداثه سنه الا انه ساعدنى كثر ياريت فى يوم اقدر اخدمه
انت بكره تنسانا
اتهيئلك انتم بقيتم عيلتى وربنا يقدرنى وارد جميلك
وودعته العيون متحسره بعد ان فقدت فى ظنها مورد اموال ساعد فى انتعاش الاسره
وخرج مدحت يبحث عن شقه الجيزة وكان ن السهل واليسير العثور عليها
ودخلها فاحس بشبح الصمت يخيم عليها والسكون يغلفها ورهبه الصمت يغلفها من يحدث
الا انه ازاح الصمت وبدا يعيد التفكير وبحث فى الاوراق التى يحملها.انه يملك شق بروكسى
واكيد ان احد الجران يعرفه ينبغى ان يتخلص منها
ما استوقفته بعض الاوراق وفغر فمه لها دهشه
نعم اكيد انها صحيحه
ثم تردد ربما تغير الوضع وتبدل
ثم عاد لشروده ان عفش مدحت مستحيل بعد سقوط العماره ان يعيش بدون عفش او اثاث لقد اكتشف انه سافر بعد الحادثه بعام على الاقل
فان كان يقيم خلالها
ان شقه روكسى اشتراها اثناء الغربه ولم يقيم فها لقربا من عماره اهله المنهاره
اذن اين اقام
لا بد انه اقام فى تلك الشقه
فى السكن الشعبى
وذهب الى هناك وحام حول العماره الشقه بالدور الاخير وتردد ايطلع ام لاء
اذا ان كان مدحت يؤجر الشقه او بعها لاحد
وتفحصها بخوف انه لايريدها بقدر ما يريد ان يعرف شخصيه الراحل من خلالها.وظل تردد على المكان اسبوع تزداد كل يوم رهبته ويقرر الرحيل وعدم العوده
الى ان استجمع يوما شجاعته وانتظر الى وقت الظهيره وصعد الى اعلى .
والقى نظرته على الشقه انها شبه مهجوره بل هى مهجوره فقد استغل الساكن المجاور المكان ووضع بعضا من اثاثه المستهلك امام الشقه المهجوره.
ونظر مدحت الى الشقه وهو يسال نفسه ترى ماذا داخلكى من الالغاز وكيف لى ان اقتحمك
ووضع يده على الباب يختبر قوته
وقبل ان نتبه لنفسه احس بيد توضع على كتفه
انت مين
والتفت فى هدوء يشوبه الحذر
مين استاذ مدحت معقول انت جارنا هنا
واسقط فى يده كيف يخطىء الرجل فى امره
معقول ان يصبح التشابه بينه وبين المرحوم اقوى من ان يدركه الجار
فنظر مدحت للرجل وعلامات الاستفهام تحيطه
مين حضرتك؟
وفى داخله كان الترقب محط اعجاز عن ان يدرك السر