كانت شمس سبتمبر قد ازنت لنفسها بالانحدار الى الغرب لتودع يوما اخر على ارض البشر بما تحمله من ظلم الاخ لاخيه ومنخبروت الملوك وضعف العبيد وكان عبد الله يهرول فى طريقه الى المستشفى باليمن ليلقى نظره اخيره على زوجته المريضه بداء السرطان بعد ان استفحل فى جسدها الواهن فتركها كهيكل عظمى لا تقوى على خدمه بناتها العشر واستسلمت للداء واستعانت على خدمه زوجها ببنتها ذات السادسه عشره ربيعا
الا ان الحياه وصعوبتهاكانت اقسى عليها من ان تستمر فاستسلمت للداء اللعين ورقدت تتألم وتئن بين حين واخر من قسوة المرض وهو يعصف بها وحاولت مرارا ان تتماسك امام بعلها لكن هيهات لها ان تقاوم فحتى المسكنات كانت اصعب على زوجها من ان يشتريها فكل دخله لم يكن يتجاوز اكثر من مائه دولار لا تكفى طعام اطفاله
ولم يكن يستطيع ان يضحى باحدى بناته لتعمل بخدمه البيوفيجرفها تيار الحياه الى هاويه سحيقه
كانت الحياه مريره على عبد الله لا يعرف كيف السبيل للنجاه منها وكان الهم والحزن قد تملكه وهو يرى زوجه عاجزة وافواه جائعه ويد مقصره
وافاق من غفلته وقد دنا الى باب المستشفى وما هى الا لحظات ودخل بيده الخاويه على زوجته المريضه
فوجدها تسعى بنظراتها اليه وقد علا وجهها الشاحب ابتسامه اعتادها مرارا منها تواسيه بها عن قله حيلته
فجلس الى جوارها وقد القى السلام عليها
فبادرته تساله عن حال بناتها
فقال هم بخير ولكنى مللت ضعفى وقله حيلتى وصعوبه تدبر امورنا
فقالت يا الا عبد الله ان الله لا ينسانا وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم
فبدرها واين هذا الخير وقد رزقنا البنات ولا احد يساعدنى فى الانفاق ومرتبى لايكفينا الخبز
نحن احسن من غيرنا
فيما نحن احسن حالا ونحن نبيت بدون عشاء لااقوى ان اسال صغيرتى هل اكلتى ام لا
اننا نستيقظ ونكاد ان نبحث عن كسرات الخبز فى صناديق القمامه
اى معيشه تلك لقد ضقت زرعا بحياتى وبت اخشى الايام على بناتى
اصبر يا ابا عبد الله
وسكت الرجل وبعد هينه ابدل حديثه المهم انتى تحملى عسى الله ان يجمعنا قريبا
ثم تناول معها بعد الاحاديث العابره وودعها ورحل
وما ان دلف الى البيت حتى جمع بناته فى حجره واحده وكان قد دبر الامر وسعى اليه
فما هى الا لحظات حتى علا الصراخ واشتعلت النيران ولم يستطع احد ان يخدمها الا على جثث البنات العشر
ومعها الاب المسكين الذى صور له خياله ان الاخره خير وابقى وانها راحه له من عذاب الدنيا
فلما مات انتبه وكشف عنه الغطاء وعرف ان تعاسه الدنيا كلها والصبر عليها خيرا من ان لا يرضى بما قسم الله له
وان ايمانه لو صدق فيه لعلم ان استغفاره لربه كان يكفى ان يفتح له ابواب الرزق
ونحن من مملكه هدهد نناشد دعاه الاسلام ان يعلموا الفقير امور دينه فعار ان يعيش المرء شقيا معدما ساخطا على ربه لا يرضى بما امتحنه الله به
ونناشد اغنياء امه محمد باخراج الزكاه الركن الرابع اوالحق المعلوم وذلك قبل ان تكوى جباههم وجلودهم بما بخلوا.
وليعلم كل غنى ان الفقير سيساله عن حقه المعلوميوم القيامه فماذا سيقول
لقد جعل الله فى سعى بعض العباد كثير من الرزق وطلب منهم ان يقرضوه قرضا حسنا
فلما ضنوا ان يعطوا الفقير حق
ان قضيه هذا الرجل اليمنى التى اثيرت الايام الاخيره لم تكن الاخيره ولن تكونالاولى فكم تطالعنا الصحف مع كل عام دراسى باب يقتل اولاده او ام تستجدى لابنائها سراويلهم
وعار فى امه محمد ان يحدث هذا
ان عمر ابن الخطاب حمل الدقيق على ظهره لبكاء الاطفال الجياع فى الليل
ولم يكتفى وهو امير المؤمنين بهذا بل طلب من المرأه ان تأنيه فى الغد الى الديوان ليسألأها ان تبيع له مظلمتها من امير المؤمنين
ترى كم من مظلمه يحملها حكام الامنه العربيه اليوم
وهم يرون اليمنى يحارب اخاه الحوثى
لقد توجهت السهام من العربى الى العربى
ولم يعد احد يصلح بين امه متناحره تريد ان يعلو بها الله
بينما لسان الحال يقول كونوا عباد الله اخوانا
والمسلم اخ المسلم
ولا يؤمن احد حتى يحب لاخيه ما يحبه لنفسه
كما اننا خير امه اخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر
ومثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى
ماذا اضيف اكثر من ذلك بالله عليكم فلينظر كل منكم الى جاره هل اكل الاوده ام لا
اعيدوا التراحم
وصدقوا الله ليصدقكم رب العباد
اللهم انى بلغت اللهم فشهد