hodhod المديرة
المشـاركات : 6811 العمر : 30 مـزاجى : بـلدى : مـهنتى : هـوايتـي : الأوسمـة : تاريخ التسجيل : 01/05/2008 دعـاء : الساعة :
| موضوع: في انتظـار القاتـل..فّكّـر معانا الإثنين سبتمبر 28, 2009 1:29 pm | |
| وما الخطأ في أن يكون المقدم فريد السيوي صديقي؟ وما الخطأ في أن يجعله هذا يصغي لهذياني وأفكاري الخاصة بصبر أكثر مما يصغي به لآخرين؟.. ثم ما الخطأ -قل لي- في أن أولي كل هذا الاهتمام لموت محمود حمزة، وهو رجل محترم وقور، وقد كان صديقي بدوره لمدة ثلاثين عامًا؟.. بصراحة أنت تبالغ يا أخي نحن هنا واقفان في دار النشر الصغيرة التي يملكها محمود حمزة، والتي لا تزيد على شقة أنيقة في وسط البلد.. بالضبط نقف في مكتب حمزة الخالي من النوافذ، والذي تفوح فيه رائحة البارود مع رائحة لا أقدر على وصفها.. رائحة الموت ذاته لقد فرغ رجال المختبر الجنائي من عملهم، وصار بوسعنا أن نلمس الأشياء. إنهم يضعون جسد محمود حمزة النحيل على محفة، فأبعد عيني عن الثقب البشع الذي يتوسط جبهته وأشعل لفافة تبغ... وداعاً محمود.. كنت صديقي.. قليل من الناس من استحقوا هذا اللقب فعلاً الجدران كلها عبارة عن أرفف مكتبة، تراصت عليها الكتب من كل صنف ونوع.. هذه مكتبة قيمة فعلاً... والأهم أنه قرأ هذه الكتب جميعاً العاملون بدار النشر يقفون حائرين كأطفال يتامى.. هذا عاصم الشاب الذكي الطموح لامع العينين، والذي كان يطلق عليه: العاصفة.. بسبب نشاطه.. هذا بيومي الذي رافقه في رحلة كفاحه على مدى ثلاثين عاماً.. وهذا هشام الذي لا تعرف له عملاً على الإطلاق، لكنه هنا دائماً منذ عقدين.. وهذه هيام السكرتيرة الحسناء ذات العشرين عاماً.. فتاة مرحة صاخبة كان يصفها بأنها: بنت حظ ******* يقول المقدم فريد، وهو يشعل لفافة تبغ أخرى: نحن الآن نعرف بالتقريب ما حدث.. القاتل دخل الشقة بمفتاحها بينما القتيل فيها وحده.. قام أولاً بقطع خط الهاتف ثم هدد محمود حمزة بسلاح ناري، وأرغمه على أن يبقى في مكتبه، وأغلقه عليه من الخارج.. بالطبع كان يعرف أن محمود لا يتعامل مع الهاتف المحمول أبدًا.. هكذا ظل محمود وحده حبيس المكتب كخروف ينتظر الذبح.. لا يستطيع الفرار أو عمل أي شيء على الإطلاق.. كان القاتل يريد البحث عن شيء براحته في الشقة، وأعتقد أنه وجده.. هكذا عاد إلى المكتب وفتح الباب وأطلق رصاصة واحدة على رأس ضحيته، وهو جالس إلى المكتب، وبعدها غادر المكان.. لم يسمع أحد الطلقة؛ لأن الأصوات تنتقل بشكل سيئ في هذه البناية. طبعًا لا توجد بصمات غريبة.. كلها بصمات العاملين هنا والمتوقع وجودها في كل الظروف ثم نظر للواقفين، وقال وهو يأخذ نفساً عميقاً: كل شيء يدل على أن القاتل واحد من هؤلاء الأربعة.. لماذا فعل ذلك؟.. أعتقد أنه بغرض السرقة؛ لأنه فتح الغرفة الأخرى التي يحتفظ فيها محمود حمزة بأشيائه المهمة.. ربما كان هناك مبلغ نقدي كبير هناك. لا نعرف يقيناً، ولن نعرف ما لم نقبض على القاتل قلت له للمرة الألف: محمود حمزة ليس من الطراز الذي يستسلم بسهولة.. لا بد أنه في محبسه حاول أن يكتب اسم القاتل أشار المقدم إلى كومة صغيرة من الرماد الأسود على الأرض التي تناثر عليها الدم وقال: نحن واثقون من هذا.. ربما كانت هذه ورقة تدل على شخصية الفاعل، لكنه وجدها وأحرقها.. أعتقد أنه فتش الجثة جيداً؛ لأنه توقع أن يترك القتيل ما يدل عليه.. هنا وجد اسمه محفوراً على الجدار بطريقة الخدش.. وهذا يفسر ما نراه الآن وأشار إلى الجدار، حيث بدت علامات احتكاك قوية كأن أحدهم جاهد كي يزيل كلمة كانت محفورة.. نفس ما فعله تحتمس الثالث باسم حتشبسوت على جدران المعابد قلت وأنا أفكر: كما توقعت.. تخيل نفسك محبوساً في غرفة بينما هناك شخص يفتش في شقتك.. هناك احتمال كبير أن ينتهي من التفتيش فيعود ليقتلك.. لا بد من ترك رسالة تفضحه.. لا يوجد هاتف ثابت.. لا يوجد محمول.. ليس معك قلم؛ لأن المجرم أخذه.. تصمم على ترك رسالة برغم هذا ثم اتجهت للمكتب الغارق بالدم، ومددت يدي بحذر ألتقط الكتب الموضوعة عليه.. (كفاحي) كتاب هتلر سيئ السمعة الذي ذكر فيه ببراءة كل شيء ينوي عمله فلم يهتم أحد به إلا بعد الحرب العالمية الثانية.. (رحلة ابن فطومة) تحفة نجيب محفوظ التي أراها أروع من السيميائي لـكويليو وإن لم تنل شهرة وحظ الرواية الأخيرة... (العاصفة) مسرحية شكسبير الكابوسية الرهيبة... (ابنة الحظ) رواية إيزابيل الليندي الرائعة.. وكانت هناك جريدة مطوية تحمل خبراً يقول: التوقيع بالحروف الأولى على اتفاقية الحد من....... إلخ أقسم أن وضع هذه الكتب هنا ليس عشوائياً.. لقد اختارها محمود في لحظاته الأخيرة بعناية شديدة ******* قلت للمقدم: أعتقد أن هذه هي الطريقة التي قرر أن يترك بها رسالته.. الطريقة الوحيدة وبالطبع لم يفطن القاتل لهذا.. لا أحد يهتم بالكتب قال المقدم في غيظ: هل تعتقد أنه سيترك رسالة بهذا التعقيد؟.. ومن الذي يفهمها؟ قلت: أعتقد -عدم المؤاخذة- أن هذه الرسالة ليست موجهة لكم بل لمن يقرؤون!.. لقد حفر اسم القاتل على الجدار وربما أخرج ورقة تحوي اسمه على أمل أن يجد أحد الاسم، لكن من الواضح طبعاً أن القاتل جعل هاتين الطريقتين بلا جدوى.. لكن لماذا اختار الفقيد كتاب (كفاحي) مثلاً.. ما الرسالة التي يريد قولها؟ قال المقدم وهو ينظر بعين نارية إلى بيومي: لا تنس أن بيومي هو شريك كفاحه.. ألم يكن يقول هذا دوماً كما تقولون؟ انفجر بيومي غاضباً، وراح اللعاب يتطاير في فمه: أنا مع المرحوم منذ ثلاثين عاماً.. أنا فوق الشبهات!.. أتحدى أن ثم أوقف ثورته ونظر إلى هيام، وقال وهو يرتجف: هذه الفتاة المائعة كان يقول دوماً إنها ابنة حظ!... لماذا اختار الفقيد كتاب (ابنة الحظ)؟.. هذه رسالة عبقرية نظرت لهيام في شك، لكنها انفجرت في البكاء الهستيري، وهي تلطم خديها.. من الصعب أن أتخيلها تحمل مسدساً تفرغه في رأس محمود حمزة، لكن أي شيء ما زال غريباً في زمننا هذا؟.. ثم وقعت عيني على كتاب (العاصفة) فنظرت لعاصم... وقلت: وماذا عن عاصم الذي يطلقون عليه اسم (العاصفة)؟ انفجر عاصم في ثورة غاضبة يدافع عن نفسه.. ثم أنه استدار إلى هشام، وقال وهو يرتجف انفعالاً: أنتم لا تعون شيئًا على الإطلاق.. الفقيد كان يمزح مع هذا الرجل بأن يطلق عليه اسم (ابن فطومة) حتى صار هذا اسمه الرسمي... ألا يثير هذا شكوككم؟ قال المقدم في حيرة: بصراحة كلها احتمالات معقولة.. لكن على قدر ما فهمت فإن بيومي وهشام يعملان مع الفقيد منذ زمن وهذا يقلل الشبهات قلت: الأهم هو أن الفقيد ترك لنا أربعة كتب وكان بوسعه ترك كتاب واحد.. هذا يزيد الأمر تعقيدًا ما لم يكن قصده أن الأربعة قتلوه! على طريقة قصة: جريمة في قطار الشرق السريع.. حيث كان المشتبه فيهم كلهم هم الجناة أشعل المقدم لفافة تبغ ثانية وحك رأسه وقال: بالفعل هذا يزيد الأمر غموضاً.. علينا أن نفكر جيداً.. إن الحل قريب جدّاً لكنه ما زال مراوغاً كأفعى.. من فعلها؟؟؟ ******* ولك عزيزي القاريء.. نسأل نفس السؤال .. .. .. .. .. .. .. .. ******* فكر في الحل جيداُ.. اذا لم تعرفه ظلّل الجزء التالي : طبعاً الكتب لهتلر والليندي ومحفوظ وشكسبير الجريدة تقول: التوقيع بالحروف الأولى الحروف الأولى للمؤلفين هي: هـ ش ا م إذن هشام هو القاتل
| |
|