{فـانلة من النرويج}

فانلة من النرويج


هبطت الطائرة علي أرض مطار القاهرة
وخرج حسونة وسط الجموع
وقد حرص علي أن ينحني ويبسوس الأرض بمجرد نزوله
فها هو ذا قد عاد من النرويج بعد أربع سنوات
يحمل شهادة الدكتوراه فى علوم البحار
وكله أمل وتفاؤل فى أن يخدم بلده ويفيدها فى هذا المجال الدقيق
وبعد أن صافح أخاه عوضين بحرارة
طلب منه أن يعود بالأمتعة إلى منزل الأسرة
ويتركه هو ليستقل المواصلات العامة التى اشتاق إليها كثيرا
استقل حسونة أوتبيسا مزدحما
حتى يستمتع بالتلاحم مع قوى الشعب وكان خط السير ينتهى فى ميدان رمسيس
مع توالى المحطات ..ازداد زحام الاتوبيس
حتى إن حسونة شعر بأن قدميه معلقتان فى الهواء وغير مستقرتين علي الأرض..فازدادت سعادته واستمتاعه
بعد أن حرم من كل هذه المميزات فى (أوسلو)عاصمة النرويج
ولكن لأنه بعيد عن البلد منذ فترة طويلة
فقد قلت مهارته الأساسية اللازمة لركوب الأوتوبيسات
وهى_للتذكير:مهارة التحجيز بالكوعين والركبتين
ومهارة اختراق الاجساد المتلاصقة دون ازعاج السيدات
خاصة العجائز
ومهارة سباق الجلوس علي المقعد الخالى
هذا غير المهارات الخاصة التى تتطلب مواهب نادرة
كالخروج من الأوتوبيس دون كرمشة الملابس أو تلويث الحذاء
أو كاستنشاق هواء نقى وسط الروائح التى يسبح فيها المكان من ثوم وبصل وخلافه
لذلك فقد بدأت متعته وسعادته تتلاشى فى مهب الريح
ومع الوقت وقع علي رأسه وأصبح ممدا علي الأرضيه تدهسه الأقدام
وانزعج حسونة جدا عندما اكتشف انه صار عاجزا عن التنفس أو النطق بفعل (تلاحم قوى الشعب) وأيقن أنها النهاية
فأغمض عينيه فى استسلام وشرع ينطق الشهادتين فى سره
بعد أن فشل فى نطقها
ولأن الله كريم وعظيم
فقد من عليه بالتنفس وشعر بهرج ومرج وجلبة
واتضح أن الرحلة قد أنتهت
ووصل الأوتوبيس إلى الموقف
واندهش من عجزه عن الحركة برغم ذلك
لكنه اكتشف أنه كان محشورا بين الكنبه الخلفية ومؤخرة الأتوبيس
ولما خلصه أولاد الحلال فوجىء بأنه بالملابس الداخلية فقط
كانت كارثة
فقد ضاعت مع الملابس شهادة الدكتوراه
وجواز السفر
ومبلغ كبير من المال
وكانت صدمة الأهل والجيران شديدة حينما دخل عليهم الدكتور(حسونة)بالملابس الداخلية النرويجية
بعد أسبوع كان (حسونة)علي متن الطائرة المتجة إلى (النـرويج)