الو منزل الحاج رضوان
ايوه مين معاى
مستشفى الدمرداش ..الحاج رضوان عمل حادثه الفجر
مين اللى بيتكلم
وفى صوت صارم قلتلك احنا مستشفى الدمرداش
ططططب ببابا ماله عامل ايه دلوقتى كان صوتها ضعيفا متقطعا خائفا حائرا
والله يا فندم انا معرفشى حالته ايه كل اللى اتقالى انى ابلغ حد من اهله وياريت حد يجى على طول وقفل الخط
مااااااااااااااااااااااااامااااااااااا وبصوت يشبه الصراخ الحقينى يا ماما بابا عمل حادثه
واسرعت الزوجه الى ابنتها فى صرخه لم تقوى على كتمانها ماله ابو رضا
حد اتصل من المستشفى بيقول بابا عمل حادثه
يالهوى يا لهوى
وكانت صرخات الام وابنتها قد ايقظت من فى البيت فهرول اليهم الجيرانن من كل حدب وصوب يستجلون الامر منهم من يريد ان يحشر انفه ويستطلع الامور ويستوضحها لينسج بخياله المريضقصه وينهى ختامها كيفما اراد والاخر اخذته شهامه ابن البلد يريد ان يقدم مساعدته حسب امكانياته
وصاح رجل عجوز فيه ايه ام رضا
الحقنى ابا الحاج جوزى عمل حادثه
بس هدى نفسك عرفتم ازاى
المستشفى اتصلت من شويه
يا بنتى جايز حد عارف ان رضوان مسافر وحب يوجع قلبكم
ياريت ابا الحاج انا بحاول من ساعه ما سمعت الخبر اتصل ببابا بس الموبايل بتاعه مقفول
طب حد يقدر يتصلنا بنمرة المستشفى على الارضى
حد يعرف نمرة المستشفى يا جماعه
اتصل يا عم بالاستعلامات مفيش وقت لكل ده
واخيرا تم الحصول على الرقم
ممكن يا فندم نستعلم عن حاله مريض جالكم فى حادثه الفجر
مين بيتكلم الاول ..انت مين..كان واضحا ان العامل على سنترال المستشفى لا يعبء بحاله الخوف والهلع التى تنتاب الاهل فى مثل تلك المواقف
وتحلى الاخر بالهدوء انا محمد اخو الحاج رضوان وياريت تجبلى بشرة حلوة وانا احليلك بقك
استنى اشوف سجل الطوارىء
خليك معاى على الخط..وغاب المتحدث دقائق بدت كدهر على المتظرين
ايوة فعلا الاسم موجود عندنا وهو فى حجرة العمليات دلوقتى
طب حالته ايه
يا افندم انا مش فاضى تعال واعرف بنفسك..تفتكر هدخل حجرة العمليات وايال الدكاترة..شرف انت يكون خرج وتعرف الازم
واقفلت السكه بينهما وكان واضحا انه ينبغى ان يذهب الجميع الى المستشفى..واسرع الحاج محمد بالاتصال بسيارة ليموزينلنقل اسرة رضوان للمستشفى
بينما هرع اخران الى سيارتهما لنقل من اراد من الجيران او الاهل الى هناك..وكانت دموع الفتاه وامهما تنسبان فوق الخدود لتصنع لها اخدودا الى الفم والذقن
ولم تستطع كل منهما ان تتكلما ولزمتا الصم المحزن مع الدمع الغزير
وانطلقت بهما السياره فى صحراء السويس تقطع الطريق الى مصر ..وخيمت روح الكئابه على السيارة الا من الحاج محمد الذى كان يحاول ان يبعث الطمئنينه الى قلب الام وابنتها
خير انشاء الله الموضوع بسيط..ربنا يطمئن الجميع..انا زمان اتقلبت بيه العربيه بس عمر الشقى بقى
ولم يكن احد يستمع له وبدا كمن يحدث نفسه..حتى ان سائق الليموزين اصبحه الملل من قصصه الباليه وود لو صمت..وكان يسرع الطريق لعله يظفر براحه قبل ان يعاود معهم رحله العودة
واخيرا عرجت السيارة الى المستشفى وهبط الجميع مهرولا الى داخل المستشفى وما ان وطئت قدم شمس مدخل العنابر حتى صاحت : مين طارق
وصاحت الام طارق مين
يتبع