يابنى ارجوك الموضع مهم جدا : فين طارق؟
والله ما اعرف عنه حاجه بس اكتر من مرة ناس تسال عنه
اكيد اللى فى بالى صح
ايه اللى فى بالك
بنتى نجلاء من يوم ما شربت عصير القصب وحالتها بتتحسن..الطبيب قالى ان جهاز المناعه عندها بدا يقاوم الفيروس وبيهاجمه..محتاجه يا بنىعصير تانى
اسمع يا حاج منعم تعال اسمع الكلام الغريب ده
فى ايه يا ست
عايزة طارق يا حاج منعم
مش فاهم
بتقولك يا حاج ان طارق شرب بنتها عصير قصب وبعدها حالتها بتتحسن
الكلام دا صحيح يا ...
ايوة يا حاج والطبيب قالى بنتك محتاجه جرعه تانيه
والله لو طلع كلامك صحيح ليكون ليكى الحلاوة
بس يا حاج انا شبه متأكدة من كلامى ..لان فى اليوم دة ناولنى الكوبايه جيت اشربها قالى استنى دى لبنت وناونى كوبايه تانيه..حسيت انه حط حاجه للبنت بس قلت مش مقول لانه بيعتبرنى امه..بس لما رجعنا البلد نجلاء فضلت تشتكى طول الليل ان جسمها فيه فورانومش قادرة تنام..خفت الاعراض تكون زادت عليها وان الطبيب غلط فى العلاج بس بعد يومين عرضتها فى مستشفى خاص الطبيب جننينى لما قالى بنتك مش طبيعيه جسمها بيقاوم المرض ومش محتاجه علاج وطلب انى اوقف العلاج واعرضها عليه تانى
فى المرة التانيه انبهر اكتر من النتائج وسالنى اللى حصل ..بس فضلت افكر ايه حصل معانا ملقيتش غير انها شربت العصير ومن يومها جسمها بيقاوم وبتتحسن
الطبيب ضحك من كلامى بس قالى لو كلامك صح شربيها عصير تانى..
لو كلامك طلع صح يا ..انت اسمك ايه
ام نجلاء يا حاج
يا ام نجلاء لو طلع كلام مضبوط ليكى اكبر حلاوة..انتى معاكى رقم موبايل
ايوه يا حاج
هاتيه ولما يجى طارق هخليه يتصل بيكى
انا عارفه انه بيبات فى المعصرة
ونظر الى فتاه : الكلام ده صح
ايوة يا حاج
خلاص احتمال يكون فى مشوار ..احنا هنستناه لحد ما يرجع ..شوفى انتى حالك يا ام نجلاء
وحينما رحلت مبتعدة عن المحل ام نجلاء ما بين امل ورغبه وخوف ورهبه كان الحاج منعم يستدير لفتاه: تفتكر الكلام ده صحيح
يجعل سره فى اضعف خلقه يا حاج
لو تعرف انا صرفت قد ايه على هبه..الحاجه كل يوم بتعيط وهى جنبى بتقولى خايفه البنت تموت قبل ما تدخل دنيا
الاعمار بيد الله يا حاج ..خليها على الله
امورنا كلها بايده..واحنا بنصلى وبندعى الله يشفيها..وياخد من عمرنا ويديها
استغفر الله يا حاج..محدش بيموت ناقص عمر..لكل اجل كتاب
استغفر الله العظيم ..استغفر الله العظيم..بتقول حكم يا حمدى..مخليانى دايما متمسك بيك فعلا التعليم حلو يا حمدى..صح هو طارق معاه دبلوم ايه
لا يا حاج دا بكالوريوس علوم
يعنى ايه يا واد دا بيشتغل طبيب
لا مش بالضبط بس فى تخصصات..اسمع انه بيفحصوا الارض..بينقبوا عن بترول حاجات زى كده
ودا ايه علاقته بكلام ام نجلاء
معرفش يا حاج..الغايب حجته معاه
.....................
نظر صابر الى السائق وهو يقطع به الطريق الى المطار..ياه تصدق انا طلعت غبى
ونظر السائق فى المراه دون ان ينبس ببنت شفه
واكمل ليه غاب عنى اسيب رقمى فى المحل جايز يتصل بيا.. نقدر نرجع تانى
احنا اتأخرنا فى السويس لو تحب بعد ما اوصلك ارجع بكرة ولا بعدة
عموما خلينا على اتصال ...
وارتكن صابر فى مقعده اخيرا انصفه الزمان بعد غياب فسبحان من يحي العظام وهى رميم فمن يتصور بعد ان فقد هو ورفيق عمره متولى كل املاكهما وخسرا رأسمالهما وتراكمت عليهم الديون..تنفرج الازمه رويدا رويدا..لكم حاول ان يعرف طريق الكفيل فى السعوديه وان يصل الى النصاب الذى تسبب فى تشريدهوضياع اماله
فاذا بالامور تختلط ببعضها وما ظنه نصاب يصبح مجنى عليه وضحيه هو الاخر مثلهما
وفجاءة وقفت السيارة وانتبه صابر من افكاره
وهبط السائق يفتح الباب امام سيده
روح انت يا سيد مع السلامه....
................وفى مصر كان طارق قد غادر المستشفى ومعه شمس ولم يحرك شفتيه معاها بحديث كانت الامور تجرى عكس ما يشتهى احس انه يتورط كل لحظه معها وانها تندفع بغريزتها اليه بينما يقف هو موقف المتفرج ..لا هو بقادر على الصد ولا يقبل الغدر..فرغم جمالهاوتعمدها ان تكشف عن بعض خصلات شعرها امامه الا انه لم يطلب ودها ولم يسعى اليها..كلما اندفعت كلما تراجع..وكلما اقتربت بعد..وكلما تلاقت عيناه بها طأطأ الرأس..ورغم ما الم بأبيها الا انهما بمجرد خروجهما حتى طلبت ان تنزل الى وسط البلد بحجه شراء صنيه بسبوسه من العبد للجيران حلاوة اطمئنانها على الوالد..وشراء جميلهما فى رعايه اخيها
لم يرفض ولم يقبل وسار معها كتابع..مجبرا لا مخيرا..ولم يجرب الخروج من قبل مع فتيات ولا حتى نال حظا مع امه..اخيرا ادرك عذاب الرجل فى دخول المحلات والخروج منها دون شراء..فكم من محل تعرض ثياب تقف امامها ثم تستاذن للاستفسار عن ثمن ثوب او عبايه وتقلب الرفوف وتنزل المعروضات والبائع يتحلى بالصبر ثم تسااله عن رايه..وهو لايعرف بما يجيبها ..فان قال جميل تقول اللى شفناه فى المحل الاول افضل ..كان يسير كارها ما تفعل..يحس بغطرستها فى التعامل مع العمال وبسطحيه فكرها..واخيرا وقفا امام محل العبد..: طبقين مشكل وانين كيلو بسبوسه
ومدت يدها بطبق الى طارق: اتفضل
فتناوله وداخله احساس مرير بالاهانه ..مع تصميم عميق ان يضع حدا لعلاقته قبل ان تبدا معها
اما هى فقد احست بالانتصار فهاهى تعزمه وتجلس معه يتناولان الحلوى ويطلبان العصير
على فكرة كان المفروض اعزمك على الغدا الاول..
غدا ايه احنا اكلنا سندوتشات فى المستشفى
وده اكل .. ماتيجى نأكل كباب..ولا ايه رايك فى طبق عكاوى
متشكر قوى بس لو انتى جعانه تقدرى تجيبى حاجه ليكى
انت دايما كاسفنى..بتعاملنى كده ليه..انا ميت واحد يتمنى تراب رجلى يا طارق
نعم بتقولى ايه يا ست شمس
يتبع
