الوقت أتاخر شمس
خلاص احنا داخلين على السويس بنأخد تاكسى للبيت بس فكر فى كلامى انا كلى امل انك تتراجع عن فكرة سفرك..
الحياه صعبه ..وياربت قادر احقق طموحى هنا
كله فى الاول صعب بس اكيد بعد العسر يسر
انا عارف ان ربنا لا يغفل ولا وينام ولا يضيع عمل حد ..بس لازم نمشى فى مناكبها ونبتغى من رزقه
براحتك يا طارق انا تعبت من الكلام معاك ..بس بكرة هنكلم تانى ..وانا وراك لحد ما ترجع عن فكرتك ديه..
وضحك فى اعماقه..
يالا وصلنا..استنى هتطلعى فاضيه خدى البسبوسه معاكى..
انا جيبهالك..
مينفعشى
صعب اطلع للجيران فى ظروفنا ببسبوسه..حيقولوا سايبه ابوها ورايحه تجيب بسبوسه..والله ما هخلص من كلامهم
بس انتى فهمتينى غير كده
كنت بصراحه عايزة اخرج معاك
ماشى يا شمس
وحينما استدار للرجوع كنا يسلك طريقا اخر ما اعتاد ان يذهب اليه..كان فكره مشتت فى احداث اخر اربع وعشرون ساعه..فقد التقى عصر الامس اخطار من السفارة لتجهيز اوراقه....وفى المساء اتصل به ابن عمه من الاسماعيليه.والذى كان برسل اليه ما يستطيع جمعه من مدخراته القليله لسداد ديون والده..اتصل به امس يحمل له مفاجأه مدويه..لقد اخطره ابن عمه مصطفى بأن هناك من سدد دينه واسترد له المنزل وقطعه الارض وطلب رجوعه...وفى الليل حدثت حادثه المعلم رضوان ولم يستطع ان يتخلى عن واجبه اتجاه الرجل..وسافر اليهم وهو يحمل من الهموم ما يحمل لا يعرف بين ايهما يفاضل..
وهاهو الان اكثر حيرة فرغم انه سلم مفاتيح المعصرة لابن عم رضوان..الا ان كلا من المعلم رضوان وابن عمه ينتظران عودته من الاسماعيليه لاستلام العمل من جديد ويعتمدان عليه فى ادارتها...
وهو ما بين احساسه بالمسئوليه اتجاه المعلم رضوان الا ان ما ياخذه لا يحقق شىء من طموحاته..وهاهى ابنته شمس تكاد ان تفصح عن حبها اليه..
هو لا يدرك هل يحبها ام لا.. ولا يحب ان تكون يدها عليا عن يديه..يريد ان تزوج ان يحس بمسئوليته عن زوجته..ان تنتظر ان ينفق عليها لا ان تمنحه مصروفا او ينتظر منها هبه..
ثم يعود الى هذا الرجل الغامض والذى رفض مصطفى الافصاح عن اسمه : ترى من يكون ؟
وحينما هبط من السيارة كانت ساعات الليل قد تجاوزت الواحدة الا انه اسرع الى بيته..ووقف امامه..وانحدرت دموعه..سالت على وجنتيه..نظر اليه وامعن النظر وكأنه يكاد ان يحصى احجارة..لكم اوحشتنى بيت طفولتى ومهد شبابى..غبت عنى اربع سنوات..اين انت ابى لتعود معى الان ونفتح بابه..تأخذنى بيدك..وتقول كلمتك الشهيرة دائما من يفرط فى ارضه وداره كمن يفرط فى عرضه..انك لم تتحمل ضياع دارك امام عيناك تهاويت كالنخل الباسق على الارض...والان نم قرير العين فهل هى دارك وارضك تعود اليك...ولف دطارق حول الدار لم يجد عليها جديد بعض الطلاء ومصطبه اخرى بنيت فى الخلف..وهاهو شجر المانجو يفوح برائحته العطرة..ايترك كل هذا ويسافر..انه فى اخر مقابله مع اللجنه وعدوه بامانى كثيرة وان ابحاثه ستنشر فى المجلات العلميه العالميه وسيأخذ وضعه فى المجتمع وسينضم الى صفوف العلماء ان تحققت انجازاته وصحت ابحاثه..وهو على يقين منها..فهل يبيع الارض ويغادر الى غير عودة ام كيف يتصرف..ثم شمس..لالا شمس ان بقيت هنا لن اقوى ان اعيش تابع لها وان هاجرت لا يمكن ان تلحق بى ..فلا اهلها ولا وضعى الجديد سيسمح ان اخوض فى بدأ حياتى هناك غمار تجربه جديدة..
وافاق مالى كمن حلم انه اشترى الدجاج فجمع بيضها ووضعه فى سله ونام يحلم بانه يبيع البيض ويشترى النعجه ومن بعدها النعاج والخرفان فان جريت منه نعجه هشها بعصاه..فاذا بعصاه وهو يحلم بانه يهش النعاج تصيب السله فتردى بيضها على الارض ويضيع حلمه...اترىاحلامه فى مهب الرياح..ايهما يختار
يتبع