حان وقت الرحيل ودنت االام من ابنتها خلي بالك من نفسك واول ما توصلي جيبي الولد من جارتك شكريها كتير ..طمنيهم علي ابوكي..
امى خلينى شوى ما بابا
يا بيتى بوكى فاق خلاص وانا بكون معه وما بقطع الوصل بينك على الموبايل ..بس هملينى بدى اطمن على رضا ما بعرف اكل للحين ولا لسه
امرك يا امى اللى تشوفيه
كان طارق قد التزم الصمت لا يعبر الا بكلمات مقتضبه..يجلس خارج الحجرةيفكر فى احواله ..فهاهو اليوم يمضىوتقترب شمسه للمغيب..حتى افاق على خروج شمس مع امها يتبعهما العم: يالا يا طارق سافر انت وشمس للسويس
طب المعلم رضوان كيفه
بخير حيفضل شويه فى المستشفى..وانت قد يا بطل
طب اسلم عليه قبل ما اسافر
وحينما دخل طارق على الحاج رضوان احس كم يبدو الاسد جريحا فى عرينه ان اصابه مكروه..فاين هذا الجبل فى ضخمه..والبحر فى ثورته..كم يبدو شاحبا واهنا يتاوه من الالم انكسرت عيناه وبدا هزيلا لا يقوى على الكلام
تأمرنى يا حاج
خلى بالك من الطريق توصل بالسلامه شمس فى رعايتك يا بنى
متقلقشى يا حاج شمس اختى
مع السلامه يا بنى
..........................
وفى السويس كان صابر يسأل عن طارق ولم يجد من يريحه من الباعه او المحلات المجاورة..المحل مغلق من الصباح..
واقترب صابر من محل الملابس الملاصق للمعصرةودلف اليه بهدؤ ليستقبله الرجل فى ابتسامه عذبه : تأمر يا حاج
ونظر صابر الى المراهواطلق تنهيدة عميقه : يااه اللبس بيغير النفوس..واخرج محفظته المكتظه بالنقود ليخرج منها ورقه بمائه جنيه قدمها للعامل: ممكن لما المعصرة تفتح تقول لطارق انى سألت عليه وانى هغيب كام شهر
طب نقوله مين سأل عليه؟
قله صابر قله كمان انه من يوم المسجد مش عارف يقبلك
طب تحب نقله حاجه تانيه
بعدين.... قله كله خير وان بعد العسر يسر
لو معاك نمرته خد موبايلى كلمه
ياريت يا بنى...بس انت قوله زى ما قلتلك وليك حلاوة كبيرة لما ارجع
وحينما خطا صابر خارج المحل لم يتعرف عليه احد من المنطقه فقد هذبت لحيته وقص شعرة ونضرجلد وجهه وعاد اصغر مما كان عليه
واشار الى سيارة فارهه فوقفت امامه وخرج منها السائق يفتح له الباب وسط زهول بعض الماره فمن هذا الثرى الذى ينزل الى سوق الانصارى
................................
وفى المسجد مع صلاة العصر كان لقاءلقاء الاصدقاء صلاح وحسن
متعرفشى المصرة اليوم مقفوله ليه
الغايب ليه حجتهوبعدين انت عارف ان صاحبها مسافر
يا اخى كنت عايز طارق ضرورى
خير فى حاجه مهمه
بابا قدمله فى شركه اسمدة وبمرتب خيالى ..وطلع كمان عندة شهاردات وبيراسل جامعات برة بيقولوه انه خبير مش هيكون موظف عادى
معقول الكلام ده بتكلم جد يا خالد
مش مصدقنى زى ما بقولك..
ابن المحظوظه
انت حتقر عليه
ابدا والله دا يستاهل كل خير ..انت شايف البؤس اللى عايش فيه وعمرة ما قال غير الحمد لله..متواضع بشكل كبير
بيحفظ الجميل وبيقدر اللى بيساعدة ياريتن زيه..ملتزم وعمره مامد ايده لحرام
بلاش تزكيه نحسبه على خير والله اعلم
طب قولى نلاقيه فين
احنا نصلى العصر ونسأل عليه
وما حدث لصابر كان من نصيب كلا من صلاح وخالد فلم يظفرا باجابه تريح الفؤاد وافترق على ان يلتقيا بالغد
.....................
فى الوقت الذى افترقا فيه الصديقان كانت امرأه تهم بدخول محل الملابس فلحق بها العامل: ايه يا ست فى ايه
معلشى يا بنى
معلشى ايه انتى شيفانى لسه ماسح المحل..شوفى حالك بعيد عن هنا
يا بنى انا زى ولدتك
ولدتى مين يا ست يعنى تضيعى تعبى
طب هو سؤال وحمشى على طول
اتفضلى اسالى
متعرفشى طارق اللى بيشتغل فى المعصرة راح فين
هو فيه ايه ايه حكايه طارق ده
كل شويه حد بيسال عليه
الواد ده عمل ايه
يتبع