كان لقاء طارق بابن عمه لقاء تصافى النفوس وعوده المحبه والوئام اللتان فقدهما منذ ان تخلت العائله عنه بعد وفاه والده..فالكل اتهم الحاج متولى بانه خان الامانه واستولى على اموال المعتمرين طمعا فى ان يزوج ابنه ويبدا حياه جديدة فى مكان اخر الا ان تكالب الديانه عليه لم يسعفه ان يهرب خلف الاموال..فنتزعوا منه ارضه وداره لقاء ديونهم..والبعض ممن اخذته الرافه صبر على الفتى بعد وفاه والده على امل ان ينال حقه يوما ما..خصوصا ان الكل لم يكن يمتلك ايه مستندات او اوراق تدين الحاج..الذى رحل من هول صدمته.وتخلى اقاربه عنه..الا ابن عم طارق فرغم يتمه فانه لا ينسى ان الحاج احتضنه وضمه الى كنفه يرعاه وينفق عليه..ولم تكن بيديه حيله فى مساعدة طارق او ابيه فلم يكن اكمل بعد تعليمه..الا انه قبل ان يرحل طارق عن البلدة فى اخر لقاء بينهما قال له: اعلم انك صخرة لن تلين وتنكسر مع الامواج وان الله سيبتعثك الينا من جديد لتنال وتسترد ما ظلمك فيه الناس من عرضك وشرف ابيك...ولان طارق كان بعيدا عن ابيه لا يهتم بجمع جوازات سفر الحجيج او متابعتهم فى رحلتهم وعودتهم..فقد استعان الحاج بصابر الذى كان يوما ساعده الايمن فى رحله السفر والعودة بين مكاتب السياحه والحصول على الجوازات وارسال النقود..بينما ظل طارق يتابع بشغف الكتب العلميه والابحاث الجديدة فى كل مكان وكان شغوفا بالعلم لايدخر وسعا او مالا الا وانفقه فى سبيل رسالته..حتى كانت الطامه الكبرى التى افقدته توازنه وهو يرى والده يسقط امام عينيه وتخلى الجميع عنه..فاحس ان الارض ضاقت بما رحبت عليه فكان ان سافر ليبحث عن بدايه جديدة لسداد ديون والده ويسترد له كرامته المفقودة..ووكل ابن عمه شوقى فى سداد اى مبلغ يرسلها اليه ليقينه فى امانته ..وكان طارق يقتطع من دخله النصف ويرسله لشوقى الا ان المبلغ ظل لا يفى بشىء فى سداد الدين...حتى اكتشف خلال ابحاثه قدرة على معالجه المياه المالحه بأقل تكلفه بخلاف ابحاث اخرى فى الاستفادة من المواد الخام بصحارى مصر...كان كل ما يحتاجه ان يتبناه مصنع كبير ليستفيد من تجاربه..الا ان مرسلاته الى السئولين باتت فى ادراج المكاتب..فلما احس بالياس يعصف به فكر فى الهجرة..ومع اول لقاء له مع المسئولين عنه واستماعهم الى ابحاثه..فقد امهلوه فرصه حتى يتاكدوا من صحه كلامه..وبعد فترة من الزمن ارسلوا اليه لتجهيز حاله وتوفيق اوضاعه...حتى كان ذلك اليوم الذى قرا فيه عن نبات دم الاخوين فى علاج السرطان..وكيف انه ينبت فى جزيرة من جزر البحر الاحمر.فظل يقرا عنه الى انه هداه الله الى وجود نبته فى مكان اتخذه المسجد كحديقه يزرعون بها بعض الاشجار ..ومع تعود وجوده بالنهار داخل المسجد اطمئن عامل المسجد اليه فكان يعطيه مفاتيح المسجد ليؤذن او يسقى الاشجار..وظل حلمه يكبر مع ازدهار النبته..حتى كان يوم ان اشتكت ام نجلاء مرض ابنتها..ففكر ان الامر لن يضرها ان لم يفيدها ..وهاهو يرى كيف اينعت الوردة بعد زبول..واحمرت وجنيها واصبحت عروسا لا تشتكى الالم.. واصبحت زيارته لدار ام نجلاء يحس معه بالاحراج..الا ان عيون فتاته كانت تشجعه على التواجد..ومع زياراته المتكررة اصبح اكثر خجلا..فمرة ياتيهم بحجه الاطمئنان واخرى بحجه انه يريد ان ياكل الجبن..وكان حبه ينمو يوما مع الاخر مع فتاته فارداد ان يسد باب شمس فكان قرارةان يلغى فكرة سفره الى السويس مؤقتاويغير رقم موبايله .فانقطعت علاقته بوطنه الاخر الذى احتضنه ضعيفا .
واعتمد على ما تركه صابر من اموال وعلى قطعه الارض يعيد زراعتها من جديد
فى الوقت ذاته كانالحاج منعم يكاد ان يجن فسامى لا يجيب عليه ويخبره انه لم يعد يدرك اين رحل طارق
وخالد يخرج يبحث هو الاخر ..والشيخ السعودى يأتى ليسال فلا مجيب
الى ان صاح بهم صلاح وقد علم مبتغاهم..هناك امرا نسيتموه جميعا
يتبع