فى منزل شمس كانت الامور تجرى بطريق اخر..كان لقاء بين الام الناصحه الامينه والبنت المندفعه الى الهاويه..; يا بيتى ما بيعجبنى حالك وما ابيكى بعد اليوم تنزلى للمعصرة
كيف يا مه ..بتبنعينى اشوف حال ابى فى محنته..وضحكت الام باستهجان: حال بيكى ولا حالك العوج
ليش هذا يامه
يا بنتى بقالك اسبوع كل يوم تروحى المعصرة وترجعى حالك مو عاجبنى..اللى شاغلك مو انتى فى باله ولا على هواه..من يوم ما اخذ ولد عم بيك المفاتيح منه وما عاد تانى..وليش طرده ابن عم
هو يا بيتى طلب هيك بيقول ان بده يشوف مستقبله ويشق طريقه..
اه يا امى خايفه يكون حد زعله
حالك مو عاجبنى..مو انتى بيتى اللى ربيتك وتعبت عشانك
ليه يا امى كلامك الحين
يا بيتى هذا الولد مو توبك..ولا نصيبك..كيف تفكري فيه...ما تخلى قلبك يسوقك لتحت بصى لحال بنت خالتك ولاد عماتك وعمامك كيف مهرهم والاساور تزين معاصمهم والخواتم يبدلونها مثل الاحذيه..يا بيتى اذا دخل الحب والفقر من الباب ما يلبث الحب يطير من الشباك وتتحصرى كل يوم على حالك..ولو كان رجل بكرامه ما بيتحمل حكيك وشكواكى..
ابغاه يا امى وبنعيش على الحلوه والمرة
وين الحلوة يا بيتى..كل حياته مرار..ولا تنتظرى ابوكى يصرف عليكم..ولا هيفضل فى المعصرة ينتظر اجرته ..لو اختار يتزوجك من وين مهرك اوجهازك
فكرى يا بيتى بعقلك..ولد ولد عم مهندس شافك يوم المستشفى وطلب يدك من ابيكى..وهو من توبنا نعرفه زين..ولد مليح ..متعلم ومتصيت وجهاز اليوم قبل الغد..اما ولد المعصرة بيخزنك كما القصب حتى يملك المال وشعرك شايب ..ويا عالم بيكون جاهز يومها للزواج ولاساب البيرة لبيت ابوها
خدى اللى يحبك هيصونك ويخاف عليكى ..وما تخدى اللى تحبيه بيدلع عليكى ويوريكى الامرين..تشوفى معه الشمس فى عز الليل..
يا امى قلبى بيهواه
ما عندنا فى الصعيد بنت تقول ها الحكى لو بيسمعك ابوكى بيطين عشتك..بدى اسأل ايش يسوى الكبريت جنب النيران
وما انتظرت الام رد بنتها بيوقده هيك
ايوة يا امى
من اليوم ما تقربى للمعصرة..ما ابغى اقول لولد عمك ونلفت نظره يقول رضوان ما عرف يربى بيته
يا امى لاتخافى من باعك بيعه..بنتك ما تنحنى للعواصف ولا تسد الابواب ..انا اقوى من انى انكسر لمحنه مرت بقلبى...هو غير رقمه وما عاد يعرفه ابن عم ابوى ولا سامى..الحين ادركت يريدنى ابعد عنه..هو شهم وحثيث بيعرف ان العين ما تعلو على الحاجب..انا محقوقه ليكم امى..وبحمد ربى انه ما وقعت فى واحد ما يصون عرضى ويلعب بمشاعرى...
هيك الحكى والكلام الزين بيتى..تعالى بحضنى..
يوم يرجع ابوكى من القاهرة بيكون يوم قرايه فتحتك
اللى تشوفيه يا امى الرأى والمشورة ليكى ولابى....
.........................
كان الحاج منعم يكاد يجن وهو لا يدرك مكان طارق كل يوم يسال سامى هل اتصل طارق ..هل يرجع مرة اخرى..وسامى يجيبه بالنفى ..فهو لا يعلم حقيقه الوضع..وتأخذه الحيرة لما خرج طارق ولم يرجع..والكل ما زال يسال عنه..حتى صلاح وخالد استغرب الوضع فقد كان الثلاثه اقرب الى نسيج يكمل كل منهم الاخر ..فاذا تعصب خالد ذكره صلاح بما يذهب عنه الغضب..وانشكى طارق قسوة ايامه هون الصديقان عنه وذكراه ان بعد العصر يسر..فيجيبها ادرى واعلم ان شكواى لا تجدى نفعا..فانها اقرب الى انى اشتكى ربى..واشتكى قدرا قدره لى
وكان خالدلا يدخر وسعا فى البحث عن صديقه ويخشى ان تضيع فرصه العمر فى الوظيفه...الا ان الامور كانت كثر من صادمه لفكره..فبالامس زار رئيس مجلس الادارة اباه فى المنزل..وكلن يلح عليه فى البحث عن طارق ويوعده بالامانى وتذليل كل صعوبه فى تعينه..وقد ناداه ابيه
وسأله عن صديقه وحينما دخل على ابيه ورئيس الشركه بدره الاخر: اين طارق يا بنى ..مش عايز الفرصه دى تفلت مننا وحد يخطفه قبلنا
مش عارف..بس كل اللى كنت اعرفه انه بيجهز اوراقه عشان يهاجر كندا
بتقول ايه..فكرنى بكره يا باشمهندس نكلف حد يتأكد من سفره ولا لاء..الواد ده حته الماظ مش لازم نفرط فيه ابدا..وانت يا خالد شوف كان بيعلم مين او فين تعاملاته..مش معقول محدش يعرف مكانه فى البلد..هو ابرة بندور عليها فى كومه قش
انا هحاول بكرة مع سامى جايز يقولنا حاجه تفيدنا
سامى مين
دا الواد اللى شغال فى المعصرة..وليه بكرة خليها دلوقتى
زمانه روح ..بيجى الصبح لحد المغرب
ماشى يا خالد بس قوله لو اديتنا معلومات تخلينا نوصل ليه هياخد الف جنيه
كل ده عشان ايه..دا اللى متخرجين من كليه العلوم على قفا من يشيل هو فى اكتر من الشهادات فى البلد
ورد ابوه ياريتك زيه ولا حتى عندك ضفره وامتضع وجه خالد الا انه خرج من امامهما يفكر ويقول : غريب امرك يا طارق
يتبع