حصل ايه مالها نجلاءومد يده يصب لها ولابنتها كوبين من العصير
تعبانه شويه
يعنى ايه مش فاهم
من فترة بتشتكى بالالام فى معدتها ولما حرت بيها للطبيب طلب اشعه وتحليلات كتير قوى واجهشت البائعه بالبكاء ةانزرفت دموعها على اخاديد خدودها
بنتى يا طارق سندى ..انت عارف من يوم ما مات ابوها طلعتها من المدارس عشان تساعدنى النهردة هى اللى محتاجه حد يقف جنبها..دا قنصر يا طارق مش بيرحم قولى اعمل ايه..
ووقع الامر على طارق كالصاعقه
اهتز الوعاء فى يديه..وحاول ان يجمع شتات امره : فوضى الامر لله هو اقرب اليكى من حبل الوريد..عمر اللى خلق ما بينسى عبده.فرجه قريب .ان بعد العسر يسر
قالها وهو يسأل نفسه اى يسر هذا ..انه هو نفسه مضى عليه اكثر من سنتين بالمعصرة ولم يستطع ان يدخر ما يعينه على التحرر من شظف العش..مازال يتحرك بين المسجد والمعصرة لقضاء حاجته اليوميه وثيابهينتظر من اهل الخير بالمسجد او اهل الاحسان ان يجود بما يقيه برد الشتاء..وانتبه الى ام نجلاء : اشربى العصير بكره تتعدل..مفيس يأس طول ما احنا عيشين حنقول يارب وهو يفرجها من عنده
اه يا طارق مش قادرة الجمل نخ من كتر الحمل ..انا تعبت قوى نفسى اموت وارتاح
بلاش الكلام الفاضى دة ..اوعى اليأس يدب فى قلبك..الروح من عند ربنا وعمره ما بيكلف حد فوق طاقته..دا اختبار عشان نصبر ونشكر..ومتاع الدنيا قليل
انتى فاكرة ان ربنا ميقدرشى يخفف الالام نجلاء ويخليها افضلواحسن
ياريت يا طارق دنا كنت اجبلك حاجه حلوة
وماتت البسمه فوق شفتيه بقدوم شمس وقد عبست فى وجهها وهى تجد حلمها الواهى يقف مع امراه اربعينيه وابنتهاالصغيرة وابتدرته : صباح الخير طارق
متجاهله البنت وامها وكان هذا كفيلا بأن تنسحب ام نجلاء: اشوفك بعدين يا بنى
مع السلامه
واخير رد على شمس وهو يتصنع البسمه الباهته على شفتاه: صباح النور
فين سامى وسليم
سامى زمانه على وصول وسليم بيفطر
وانت فطرت ولا لسه ..ايه رايك نفطر سوا
الحمد لله انا سبقتك من بدرى..ومد يده بقطعه الجبن اليها ..اروح اجبلك رغفين وشويه طعميه وكام حبه قوطه جنب الجبنه
لا خلاص انا حتصرف وازاحت الجبن بعيدا عنها
وانصرف طارق الى الاكواب يعيد تنسيقها ويباشرها وكأنه يبغى الا يحتك بشمس ويتجنب غضبها..واقبل سامى يقف خلف المعصرة وبدات رحله العمل المضنى للشابين فى سبيل ما يسد رمقهما ويمنعهما عن السؤال
وما ان توسطت الشمس كبد السماء ومع قرب الظهر اقبل عم صابر تدفعه المرأه المسنه ودنا من المحل...وبنظرة احتقار وتعالى : ايه ده امشى يالا من هنا بلاش قرف
واخذ الرجل المسكين جانب من الطريق وهو يمد يدة ببضع جنيهات : كوبين عصير يا بنى
وكان الكوبان قد جهزا بالفعل من طارق : اتفضل يا عم صابر: معلش هى متعرفكش
ولا يهمك يابنى ..انت طارق ابن الحاج متولى مش كده
انت تعرفنى
اعرفك بس ..دنتا ابن
يتبع